بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الاطهار وعجل فرجهم
إنّ الإنسان المؤمن إذا بَلغَ في الإيمانِ درجة، فإنه يوآخذُ على كل حركةٍ وسكنة.. أما الإنسان الكافر الفاجر، فإن رب العالمين يؤخر حسابه إلى يوم لقائه.. ولهذا يلاحظ بأنّ أهلَ الدنيا وخاصةً الكفار، يعيشون في رغدٍ من العيش،
كما يقول القرآن: {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم}..
أما بالنسبة إلى المؤمن، فإن الأمر ليس كذلك.. وهذه الحقيقة منقولة في كتبنا، ونحن لا نجزم بصحة هذه الروايات، لأن الروايات الأخلاقية -كما هو معلوم- ننقلها نقلاً، لا يترتب عليه موقف عملي، بخلاف الروايات الفقهية.. وعليه، لو صدق هذا الحديث، فإنّه من الأحاديث المخيفة جداً.
رُوي عن الصادق (ع): (إنّ يوسف (ع) لما قدم عليه الشيخ يعقوب (ع) دخله عزّ المُلك).. والشيخ إشارة إلى كبر سنه.. ويبدو من رواية ه السلام، أن يوسف كان يعيش حالة من حالات الموقع المتميز، فقد جُعِلَ على خزائن الأرض، أو وُضِعَ في موضع مهم حسّاس في الدولة، تقول الرواية: (فلم ينزل إليه).. طبعاً لا بد من الالتفات إلى أنَّ هذه الحركة لا تعد من الذنوب، فالأنبياء مبرؤون عن المعاصي.. فالنبي يوسف (ع) قدّرَ أباه سابقا ولاحقاً وفِعلا، ولكن هذه الحركة الإضافية كانت مطلوبة من يوسف (ع).
(فهبط عليه جبرائيل فقال: يا يوسف!.. ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع، فصار في جو السماء، فقال يوسف (ع): ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟..).. ولعل البعض يُبتلى بهذه البلية، فإذا كان هكذا الأنبياء يبتلون، فكيف بالإنسان؟!.. (فقال: نُزعت النبوة عن عقبك، عقوبةً لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون من عقبك نبيٌّ).
إن النبوة في الذرية تفضل من الله عز وجل، والله عز وجل يريد أنْ يمنع هذا التفضل، فمن ذا الذي يسأله أو يعارضه؟!.. وعليه، فإنه من الممكن أنْ لا يُقدّر أحدنا أبيه كما ينبغي، وعدم تقدير الأب يكون حياً وميتاً.. فالذي ينسى أباه ميتاً، والذي يعقُ أباه حياً، من الممكن أنْ تُسلب البركة من ذريته.. فيذهب من هذه الدنيا، وتذهب ذريته ولا أثر له في هذا الوجود.
لماذا كافأ الله سبحانه وتعالى لاوي اخو النبي يوسف
وجعل النبوة في صلبه
لما دخل النبي يعقوب على النبي يوسف عليهما السلا م بعد ان اصبح عزيز مصر لم يقم لابيه يعقوب
فنزل عليه جبرائيل فقال له :
يا يوسف !.. أَخرجْ يدك ، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نورٌ ، فقال يوسف : ما هذا يا جبرائيل ؟!.
. فقال : هذه النبوة أخرجها الله من صلبك ، لأنك لم تقم إلى أبيك ، فحطّ الله نوره ، ومحا النبوة من صلبه ،
وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف ، وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال :
{ لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب } ، فشكر الله له ذلك ،
ولما أرادوا أن يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه ، قال :
{ لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين }
، فشكر الله له ذلك ..
فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (ع) ،
وكان النبي موسى (ع) من ولده وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهيث بن لاوي بن يعقوب
بن إسحاق بن إبراهيم (عليهم السلام)
نســالكم الدعـــاء
__________________
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ)
صدق اللـهِ العلي العظيم
[/size][center]