Admin Admin
عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 21/10/2010
| موضوع: كيف تكسب قلوب الناس الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 12:50 am | |
| إذا أراد الإنسان كسب حُب الناس والتقرّب إليهم أولا ً يجب عليه أن
يتقرّب من الله تعالى لأن حُب المولى عز وجل مرتبط ٌ بحُب الغير أشدّ
الارتباط ولأن الإنسان قطعاً لا يستطيع العيش بمفرده في هذه الدنيا،
ونعني بحُب الله تعالى طاعته في كل ما أمر والإخلاص في ذلك والبُعد عن
الخطايا، من الأسباب التي تحبّب الناس فيك أيضاً هي المُشاركة في كل
المُناسبات كالفرح والترح وأن تكون باحثاً عن ما يسر الآخرين و أن
لا تفتش وتبحث عن أخطاء وعيوب الناس وتفضحهم بها في السر والعلن
وتنشر تلك العيوب أمام الملأ فهذا هو الخطأ الفادح والجسيم وأنت
محاسبٌ عليه يوم القيامة، من الأسباب التي تجعلك محبوباً من الناس
أيضاً التواضع ولين الجانب والبعد عن الخنزوان والغرور كما قال
مصطفى السباعي ( المغرورُ إنسانٌ نفح الشيطانُ في دماغه وطمس من
بصره وأضعف من ذوقه فهو إنسان ٌ مشوّه ) وأيضاً التمّسك بالخلق
الحسن كما قال تعالـــــــى { وإنك لعلى خُلق ٍعظيم }[1] وكما
قيل أيضاً ( كن خلوقاً تنل ذكراً جمــــيلا ) وقيل أيضاً ( إنما
يستحق أسم الإنسانية من حُسن خلقه ) وأيضاً التبّسم ومُعاملة
الناس أفضل مُعاملة بسعة صدر وتقبل..... أي عدم الانزعاج منهم
على أتفه الأمور كما قال مصطفى أمين ( أظهر الناس محبّة ً أحسنهم
لقاء ) ويجب أن لا تعاملهم بالمقاطعة وعدم التواصل خاصة مع الأهل
وقطع صلة الرحم وهجرهم ومعاداة كل من حولك كالجيران والأصدقاء
وزملاء العمل وغيرهم .
من الأسباب التي تجعلك محبوباً أيضاً هي الصراحة في كشف الأمور وعدم
المراوغة حتى لو كنت على خطاً ويجب أن نعرف بأن الإنسان خطاءٌ وليس
بمعصوم ٍ عن الزلة ولكن العيب هو التمادي في ذلك وأن لا تكن شخصاً
هارباً عن كشف الحقائق حتى لو كانت على نفسك فالاعتراف بالحق
فضيلة، من الأسباب أيضاً أن لا تكن شخصاً يملكه حُب السيادة
والتسّلط على كل فردٍ و مجلس وأن ترى رأيك دائماً هو السديد بدون
مناقش والناس من حولك كالبهائم قال العالم سوانسن ( يحب بعض
الناس أن يبيضوا صحائفهم بتسويد صحائف الآخرين ) أو أن تكن
صاحب صفات التذمر والمشتكي والمُعيب والذي يتأفف على صغار الأمور
والباحث عن الشجار والمُشكلة ولا يعجبك الآخرين وترى نفسك الأفضل
ويعيبك النزول لمستواهم فهذا من أفدّح الأخطاء، عندما تريد أن
تكن محبوباً أيضاً أسعى لأن تكون حسناً في التصرّف مبتعداً عن الحقد
والإنتقام، ومن الأسباب أيضاً عندما تسعى لأن تكون إنساناً بارزاً
في أصعب الظروف غير مبتعداً ومواسياً في النائبات ساعياً لتقديم
الإعانة بقدر المُستطاع باعداً عنك الجُمود والبُرود في العواطف وأن
تكن إنساناً ذو مشاعر ٍ شفافة متحلياً بالصبر والرحمة ذو صفات
محمودة صادقاً غير فضولياً وبخيل متصفاً بالجود والكرم كما قال
العالم كونفو شيوس ( لكي تتقي حقد الناس كن قاسياً على نفسك
كريماً معهم ).
من ألأسباب التي تجعلك محبوباً أيضاً الالتزام بمواعيدك لأن أوقات
الناس ليست بملكك و مُقابلة الناس بحُسن المظهر والبُعد عن الرثاثة
أي أن تظهر للناس برائحة ٍ زكية في الفم والبدن حتى لا ينفر منك
الآخرين وينزعجوا فمثلا ً عندما تلاقي إنساناً رائحته كالمِسك تتمنى
أن تقترب منه أكثر وتتمنى أن تعانقه لطيب تلك الرائحة بل تتمنى
تمتين علاقتك معه وسوف تكبر شخصّيته في نظرك وتتمنى تقليده أما
الإنسان الغير مبال ٍ بنظافته ورائحته الكريهة تسبقه دائماً فهذا
يجد كل من حوله ينفر منه ويخاطبوه من بُعد ونحن لا ننصح بالمُغالاة في
اللباس كلبس أفضل الماركات والعُطور وغيرها إنما نريد النظافة
الداخلية والخارجية وارتداء اللباس النظيف خاصة ً في فصل الصيف
كغسل الأسنان وتقليم الأظافر ووضع ما يسمى بمزيل العرق إذا أمكن
وغيرها .... ويجب أن نعلم بأن الله جميل يجب الجمال وأن تبتعد عن
الفتنة التي هي أشد من القتل كما قال المتنبي ( الفتنة نائمة
لعن الله من أيقظها ).
من الأسباب التي تجعلك محبوباً أيضاً التحدّث مع الناس بشيءٍ من
المُجاملة اللطيفة والمُحّبذة والإطراء ولا تكثر في ذلك وأن تسلك
طريق الحلم في تصرفاتك وتبتعد عن الغضب قال الإمام علي ( عليه
السلام ) [ أكظم الغيظ تزداد حلماً ] وقال الإمام أيضاً :
كن حليماً إذا بُليت بغيــظٍ وصبوراً إذا أتتك مصيبة ٌ
فالليالي من الزمان حبالي مثقلات يلدن كل عجيبــة
أيضاً من ألأسباب التي تجعلك تمتلك محّبة الناس هي أن تكون إنساناً
متصفاً بالعفو عند المقدرة مُتسامحاً نوعاً ما قال تعالى { وليعفوا
وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفورٌ رحيم }[2] وكمال
قال المتنبي ( عفا الله عما سلف ) وأن لا تخفي مشاعر حُبك للناس بل
أظهرها بكل صراحةٍ وقوّة وجاهر بها وأن لا تلتفت للأمور السلبية
بل اسلك طريق التفاؤل وأن تبادر بالأعمال الخيرية ومسانداً
ومساعداً للناس وعدم التهاون في ذلك وأن تبادر بالسلام والتحية
وترد بأفضل منها بكامل الترحيب والتهليّ والبُعد عن الخصام
والمقاطعة كي تمّتن رابطتك القوية مع كل الناس وأن تتحاشى تلفيق
التهم الكيدية لكل من حولك وأن تزن حديثك قبل إبداءه وأن
تستمع للناس كما تريدهم أن يصغوا إليّك، من الأسباب أيضاً يجب أن
تتحاشى الرياء وإظهار محاسنك للناس وتتفاخر بها وأن تفرض نفسك
على الآخرين كالزيارات المفاجئة بدون موعدٍ مسبق وأن يكون همك
بطنك وأن تبحث عن الولائم في كل مكان واحذر أن تأكل حقوق الناس
بالباطل بل يجب أن تكون إنسان يملكه العدل و ذو قلبٍ مفتوح وغير
منغلق كمال قال مصطفى السباعي ( لكي يحبك الناس أفسح لهم
طريقهم ولكي ينصفك الناس افتح لهم قلبك ولكي تنصف الناس افتح
لهم عقلك ولكي تسلم من الناس تنازل لهم عن بعض حقك ) وقال أيضاً
مصطفى أمــــــين ( أعط قلبك للناس كلهم يعطيك الناس قلوبهم
كلها ).
من الأسباب التي تجعلك تملك محّبة الناس أيضاً أن ُتخاطب الناس بكل
أدبٍ واحترام لأنك من السهل أن تقدّم احترامك لهم ولكن من الصعب
كسب حُبهم كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) [ من قال بلا
احترام أجيب بلا احتشام ] وتعامل مع الناس بكلمات الشكر
والعرفان كما قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ] بل تعامل بعدم الصُراخ في وجوههم
أو نقدهم بشكل مُباشر بغرض تحطيم ميولهم واجتنب التلون في
المُعاملة والظهور بأوجهٍ مختلفة أو أن تسعى لإظهار عيوبهم
والتقليل من شأنهم والبحث عن نقاط ضعفهم فهذه من الأخطاء
الشنيعة التي تجعل الناس ينفرون منك، من الأسباب أيضاً يجب أن
تكون إنساناً باحثاً عن الصداقات الواسعة وأن تكون اجتماعياً
لدرجةٍ معقولة وأن لا تعيش بمعزل عن الناس وأن لا تكون ناكراً
للمعروف والفضل والجميل وأن لا تكون عبوساً مكفهّراً وأحذر أن
تسعى لجرح مشاعر الآخرين أي أن تحفظ لسانك وأن تبتعد عن بذاءة
اللسان كالشتم والسّب والذم ولعن الآخرين و دعك على طبيعتك كما
أنت وعدم التكلف في المخاطبة.
من أسباب جذب محّبة الآخرين أيضاً الابتعاد عن التحدّث في أعراض
الآخرين كما نسميها الحش وأن تحفظ نظرك ولا تنظر بشهوة كما
نسميها باللهجة العامة زايغ عيون وأن تتحدّث بشكل معقول
والتقليل من الثرثرة والتحدث فيما لا يعنيك وأن تكون مستمعاً
لآراء الغير كما قيل ( كثرة الكلام تزل اللسان وتمل الإخوان )
وكما قيل أيضاً ( أوفى القول أوجزه )، من الأسباب أيضاً البُعد عن
الطمّع والجّشع والتجسّس والسُخرية والاستهزاء و يجب عليك أيضاً
تقليل المزاح قال الإمام علي ( عليه الـــــــــسلام ) [ المزاحة
تذهب المهابة ] وأن تسعى لأن تكون شخصاً فارضاً احترامه وتقديره
على كل البشر و يتحاشى الكذب وحتى لا يشبّه بمُسيلمة الكذاب قال
الإمام علي ( عليه السلام ) [ أجعل قول الكذاب ريحاً تكن مستريحاً ]
وأن تحاول أن تمدّح الآخرين إذا كانوا يستحقون المدح و بشكل ٍ
مقبول وغير مغال ٍ في ذلك حتى لا يتحوّل إلى نفاق مثلا ً أن تظهر
إعجابك بمهارات وهوايات الآخرين حتى تدخل السرور والبهجة في
نفوسهم وتحفزّهم وأن تتقبل المُلاحظات النقدية البناءة والغير
هدّامة التي توّجه إليّك و التي تقودك إلى الصواب وأن تجتنب الظن
والشك في الناس قال تعالى { يأيها الذين امنوا اجتنبوا كثيراً من
الظّن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً }[3] وأن
تبعد عن المُعايرة والمّن بالعّطية كما قيل ( المّنة تهدم الصنيعة ).
هذه بعض الأشياء المُختصرة التي يستطيع الإنسان من خلالها كسب حُب
ورضاء الناس ولا أريد إخراج نفسي من هذه الدائرة أو أن أكون
الناصح الأول فأنا أول الناس الذين يحتاجون و يتمنون رضاء وحُب
الناس وأتمنى تطبيق ولو جزءاً معقولا ً من هذه الأشياء.
| |
|