ببالغ من الحزن والأسى وبقلب يعتصر ألما نرفع أحر كلمات التعازي إلى مقام سيدي ومولاي الحجة ابن الحسن المهدي أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء والى مراجع الدين العظام أدام الله ضلالهم الوارفة والى شيعة أهل البيت أيدهم الله والى جميع المسلمين من محبي أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين بهذا المصاب الجلل ذكرى استشهاد خامس أنوار الإمامة والهداية سيدي ومولاي الإمام محمد ابن علي الباقر باقر علوم الأولين والآخرين ---عظم الله أجورنا وأجوركم وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سكب الحزنُ دماً في ناظري
حاملاً رزءَ الإمام الباقر
****
ولد الباقرُ في ظرفٍ مَريد
فابن هندٍ يدرس الأمرَ العتيد
يرسم البيعةَ للطاغي يزيد
فاجرٌ يكتب عهدَ الفاجرِ
***
بعث الرُّسْلَ إلى خير البلاد
يثرب الخير لإذلال العباد
فابن هندٍ يبتغي شرّ مراد
ينظر الأمرَ بعين الماكر
***
كان للباقر أعوامٌ ثلاث
يومَ دينُ الله بالسبط استغاث
فحسينٌ للهدى نعم الغياث
فاسألوا الطفَّ بيوم العاشر
***
حمل الباقرُ من بين الصغار
ظمأَ القلب ونارَ الاصطبار
كان في الطفِّ غريباً في الديار
يبصر الخطبَ بطرفٍ ساهر
****
يسمع السبطَ منادٍ بالجموع
والفضا بحرُ سيوفٍ ودروع
يطلب النصرةَ في الهول المَروع
وهو فردٌ لم يجد من ناصر
****
ينظر الجَدَّ قتيلاً في القفار
داميَ النحر عليه الدهرُ جار
وهو والأطفال قد راموا الفرار
في البوادي خوفَ جورِ الجائر
****
وأبو الباقر زينُ العابدين
كان للداء وللسقمِ قرين
ينظر الوالدَ بالقلب الحزين
ثم لا يقوى لدفعِ الغادر
***
شبَّ هذا الطفلُ في ضَنْكِ الأسى
وعليه الدهرُ بالجور قسا
ظلّ يرعى العهدَ فالدهرُ عسى
يُخصبُ المَحْلَ بسُحبٍ ماطر
***
كان للباقر من بين العهود
ينشر العلمَ على كلّ الوجود
فوفى فامتاز للفجرِ عمود
ماحقاً جهلَ الزمانِ العاثر
***
فرأى الطغيانُ أنّ الحقَّ بان
بعدما ذاق الورى كلّ هوان
ها هو الباقرُ فازدان الزمان
يدفع الغيّ بعلمٍ باهر
***
فرأوا في قتله عيشَ الظلام
فأتوا بالسمِّ فتكاً بالإمام
فإذا القلبُ لهيبٌ وضرام
فقضى صبراً بقلبٍ صابر
****
قد سقاه السمَّ قومٌ مجرمون
جددوا الغدرَ طغاةٌ مشركون
فغداً في سقرٍ يجتمعون
يلعن الاولُ فعل الآخر
----------------
نسألكم الدعاء لي ولكاتب القصيدة